جريدة الرؤية : 24/12/2009
شاهدت قبل أيام الحملة المنظمة التي دبرت بليل، والتي باءت بـ«الفشل»! وضع تحتها تسعة وتسعين خطا! كما فشلت قبلها الحملة على مجلة «الفرقان» والمناهج الإسلامية، وآخر السهام، تلك التي سددت للمبنى الوقفي الكبير الذي سماه صاحبه فؤاد الرفاعي ـ الذي يصل نسبه إلى آل البيت ـ بمركز «وذكّر» وعمل فيه لعدة سنوات ماضية بذل فيها ملايينه لتذكير الناس بالحكمة والموعظة الحسنة بالسنن المهجورة، والعبادات الحولية وبكثير من قضايا الشريعة (وفضائل الصحابة وآل البيت) وهذه الأخيرة أغاظت من في قلبه مرض من المرجفين في المدينة، وأرادوا إجهاض هذا المركز، وإلصاق تهم هو منها بريء بعد أن أبدى عبارة مفادها (أن يوم عاشوراء هو يوم فرح وسرور).. ولاشك أنني لو كنت مكانه لما ذكرت هذه العبارة، ولو كانت حقا كي لا تستفز بعض أصحاب الظنون، ولكنه اجتهد ـ غفر الله له سواء أصاب أم أخطأ ـ ومن المعلوم في العقيدة الصحيحة أن يوم عاشوراء لم يؤثر عن القرون الأولى بسند صحيح ولا نقل صريح جعله يوما للنياحة والصياح، وإثارة النعرات واللعنات، بل عندما جاء الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وجد اليهود يصومون هذا اليوم شكرا لله لأنه يوم صالح، وتوارثوا هذا الأمر من موسى عليه السلام، والشكر لا يكون إلا مقابل نعمة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم «نحن أحق بموسى منهم»، وأمر بمخالفتهم بأن يصام يوم قبله وهو تاسوعاء، وللعلم هذا الحديث موجود عند جميع الطوائف! فلأجل ماسبق ذكر عبارة الفرح والسرور بيوم عاشوراء فرحا وشكرا كما فعل جد الحسين رضي الله عنه وأرضاه، فصيام عاشوراء شكرا ثبت بالنص الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم، وأما مجالس النياحة فلا دليل عليها، فأيهما يقدم؟!