جريدة القبس : 22/4/2009
كتب : علي أحمد البغلي
الله يساعدنا على طروحات بعض المرشحين، ونتمنى من الله أن يساعدنا كذلك على الصمود عليها من الآن وحتى تنتهي محنتنا، إما بانتخابهم وهذا هو الامتحان والابتلاء الأكبر لنا، وإما بسقوطهم ــ إن شاء الله ــ الأمر الذي سيريحنا منهم إلى حين!
فمرشح من هؤلاء طالب أن يكون وزير المالية من فئة الرجال! ونحن نقول لهذا المرشح الذي يقتات على الإثارة والتصعيد ان وزراء ماليتنا منذ جابر الأحمد طيب الله ثراه حتى مصطفى الشمالي كانوا رجالا من صلب رجال، طبيعة وشيما وأخلاقا.. وعلى الفرض الجدلي أن الحكومة الجديدة ستعين سيدة في منصب وزير المالية، فهذه السيدة الفاضلة هي أخت الرجال وأمهم، و«ستخب عليكم» علما ومعرفة ودراية، ونرجو منك وأنت النائب المخضرم أن تنتقي ألفاظك، ولا تغرنك المجاميع التي هدد زميلك الطاحوس الحكومة بها، فنحن دولة مؤسسات وقانون ولسنا في غابة أو حكم عشائر القوي فيها يأكل الضعيف ويتحدى سلطات الدولة.
مرشح آخر اتحفنا بما يتوارى عنه طرح المرشح الأول خجلا، فقد ذكر أوصاف وزرائنا الحاليين بما يعف عن ذكره اللسان، فقال لا فض فوه «ان نصف أعضاء الحكومة لا يصلحون للمسؤولية، فهناك من ارتكب جريمة أمن دولة وأصبح وزيرا، وهناك من ارتكب جريمة في بيته وأصبح وزيرا، وهناك من هو متهم بقضية اختلاس وأصبح وزيرا، وكل دول الخليج تنتقدنا لأن هناك وزيرا فرض على الحكومة من خارج الكويت («السياسة» 21/4/2009).
ونحن نقول للمرشح المذكور، ما ذكرته من تخرصات عن وزراء حاليين أمر نوكل الرد عليه لمن عنيتهم به، مع علمنا بأن ما نسبته إليهم برأتهم منه المحاكم أو حفظته النيابة حفظا نهائيا، وما كان من المناسب أن تردد هذا الكلام في محفل انتخابي لمجرد إثارة المجاميع ولكسب المزيد من الشعبوية لك في الانتخابات القادمة في 16/5/2009 إذا استمر ترشيحك بها.. أما من خالف القانون جهارا نهارا وخالف القسم الذي ستحلف عليه إذا ما حالفك النجاح في الانتخابات ــ لا سمح الله ــ فهو أنت، وقد نجحت في الانتخابات الفرعية المؤثمة المجرمة قانونا وشرعا، ونردد على مسامعك أنت ومن لف لفك صيغة القسم الذي يقسمه العضو كشرط لكسب العضوية في مجلس الأمة «أقسم بالله العظيم أن أكون مخلصا للوطن والأمير، وأن أحترم الدستور وقوانين الدولة.. إلخ» وأنتم بدأتم باكورة أعمالكم أيها المرشح بعدم احترام أحد أهم قوانين هذه الدولة وهو قانون تجريم الانتخابات الفرعية، فمن كان بيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجر أو البذاءات (لا فرق)، «لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك اذا فعلت عظيم».
***
• خليفة الخرافي عند توجهه الى أمن الدولة للتحقيق في كلام منسوب اليه، قيل في احدى الفضائيات منذ أكثر من 16 شهراً، لم يتجمهر عند منزله الا مراسلو الصحف ومصوروها الذين ذكرونا بمصوري «الباباراتزي» الذين يلاحقون مشاهير هوليوود!!
لم يتجمع حول منزله لا أبناء عمومته، ولا أبناء منطقته ولا ناخبوه الذين مثلهم في المجلس البلدي في السنوات الأخيرة.. خليفة الخرافي ذهب في ملابس رياضية خفيفة الى مقر أمن الدولة معززاً مكرماً، لأنه يعرف انه في دولة قانون حقوقه الدستورية مصانة، وبالتالي لا داعي لاستدعاء أي مظاهر ضغط على السلطات (أمن الدولة) التي تؤدي واجبها في حدود القانون وبموجب أمر السلطات المختصة (النيابة العامة).. صورة خليفة الخرافي نهديها لأشقائنا المعتصمين والمحتجين أمام مبنى أمن الدولة، وقصر العدل، لأننا نحن، ناخبي خليفة الخرافي وعزوته من مؤيديه وأصدقائه، لن نجتمع لمناصرته ومؤازرته.. فأموره سنوكلها للقانون ورجاله، فإن حادوا عن جادة الصواب ودولة القانون والمؤسسات، عندئذ سيكون لنا وقفة مشهودة.. وسيكون لكل حادث حديث.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.