تعيش الديرة هذه الأيام أجواء عرس ديموقراطي، فالدواوين تعج بالمرشحين لطرح أفكارهم ورؤيتهم على الناخبين لكي ينالوا ثقة أهل الديرة بشرف تمثيلهم داخل قاعة عبدالله السالم، وهو حق مشروع لجميع المرشحين في طرح أفكارهم، وحق مشروع للناخبين باختيار من يرونه مناسبا بأن يمثلهم في البرلمان، لكن الأهم هو أن يكون الاختيار من أجل الكويت وازدهار حاضرها وتأمين مستقبلها.
لكن السؤال المهم ما المعايير التي من خلالها يتم اختيار المرشح؟ كونوا على يقين يا أهل الديرة بان من يشتري أصواتكم بأشكال مختلفة منها المال، والمعاملات، والمساعدات العينية، والوعود الزائفة البراقة التي ما هي إلا سراب في يوم حار في صحراء قاحلة، سوف يبيع الكويت غدا، فيجب أن يكون الاختيار للصادق الأمين قد يتبادر الى ذهن القارئ الكريم كيف يكون ذلك؟ اولا: سمعة المرشح في عمله، وبين أصدقائه، وحتى اذا تطلب الأمر السؤال عنه في مسجده الذي يصلى فيه، ويكون الاختيار أيضا بناء على طرحه واتزانه وتسلسل أفكاره، ووعيه وادراكه للواقع السياسي المحلى والإقليمي، وتشخيصه والتماسه لمعاناة واحتياجات المواطن الكويتي.
نعم القضية ليست سهلة وفي الوقت نفسه ليست صعبة بتحديد الأنسب، لأننا جميعا سمعنا وعودا من المرشحين وعندما وفقهم الله الى الوصول الى المجلس تبخرت هذه الوعود، ومنهم من صدق مع الله ومع الناس وحقق ما وعد به واستمر في تواصله معهم، لذلك العملية نسبية والقناعة تكون وفق المعطيات التي ذكرتها وغيرها من الأمور، وكما يقال قلب المؤمن دليله، اي الإحساس بالإضافة الى الاختيار المنطقي العقلاني هو الأنسب والأسلم، .
احسنوا الاختيار فالكويت تناديكم بأعلى صوتها، يجب ان ننظر الى تنوع أفكارنا وعقائدنا على انها امر ايجابي وليست امرا متنافرا، بل تعاون وتكامل، ولننظر الى اختلافنا في وجهات النظر على انه اجتهاد في تحقيق رفعة وطن وليس التشكيك، فالغاية واحدة وهي أمن واستقرار وازدهار الديرة للجميع، فالتنوع امر ايجابي، وهذه سمة الأمم المتطورة والرائدة، فالوطن للجميع تحت مظلة العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص وسلطان القانون.
اختيار أعضاء مجلس الأمة هو اختيار الشعب، فلنختر من يحقق الاستقرار السياسي، مع المراقبة والتشريع، فلن يكون هناك ازدهار اقتصادي تنموي، ولن يكون هناك تحسين للخدمات العامة، ولن يكون هناك حاضر مزدهر ومستقبل آمن ومشرق للأجيال القادمة، اذا كانت ثقافة التشكيك والتخوين والتصادم المفتعل ما بين الحكومة والمجلس، يجب ان ينظر على ان السلطتين فريق واحد من اجل خدمة وتحقيق طموحات اهل الكويت، فإذا تصادم الفريق الواحد خسرنا وخسرت الديرة، فلنختر من يحقق طموحاتنا، ويجمع ولا يفرق، ويبنى ولا يهدم، ويمثل الأمة ولا يمثل عليها، فالمسؤولية عليكم يا أهل الديرة فأحسنوا الاختيار، والله الموفق.