روابي البناي
اليوم لن اكتب نقداً او مدحاً كعادتي الأسبوعية معكم، ولن أتناول قصة أو حادثة شهدتها ارضنا، لكنني آثرت التطرق إلى حلم جميل طاف بي البارحة لدرجة أنني تمنيت لو أن المنبه اللعين «ينكسر» قبل ان يرن، مشيرا إلى عقارب الساعة الخامسة والنصف صباحا موعد استيقاظي اليومي، حيث أتوجه إلى العمل.
اليوم سأنقل لكم تفاصيل حلمي الجميل عن وطني، من سنة الطفحة حتى اليوم لا شيء جديد فيه، وطني الذي كل شعبه- واولهم انا – يأكل ويمش ايديه بالطوفة و«موعاجبنا»، هذا الوطن اللي مايغشمر فصيفا تتعدى حرارته الحد الطبيعي، وشتاء تنخفض كثيرا، هذا الوطن الذي يضم مجلسا عجيبا غريبا يفترض ان يكون منتخبا من قبل الشعب ليوصل صوته وكلمته ومطالبه ويحقق آماله، ولكنه لا يمثل إلا جماعات واحزاب ومصالح.
هذا الوطن صاحب حكومات فريدة من نوعها، فطوال فترة تشكيلها لا هم لها سوى البحث عن مخرج تداري به أفعالها، وغالبا ما يكون بتكسير البلد الذي لا ينفع به لا طب ولا مداو.
الغريب بالأمر انني قبل النوم لم اكثر بالأكل ولم أشاهد فيلما خياليا حتى يزورني هذا الحلم الذي انتشلني من ارض الواقع المرير إلى عالم فريد من نوعه.
تابعوا معي عبر الأسطر القادمة حلمي عن وطني الغالي وطني الكويت.
صفاء ومها وشيخة مثلث التنمية الكويتية
في البداية، احب ان اؤكد ان أي شخصية يرد ذكرها في مجريات الحلم الجميل الذي انعم الله به علي ليلة البارحة لا تربطني بها أي علاقة شخصية لا من قريب ولا بعيد، مجرد انني معجبة بأدائها كمواطنة ومقتنعة بنهجها، علاوة على انني لست هنا بصدد التلميع لفلان أو علنتان، لأنني مقتنعة بأن جميع من سينزلون للساحة هذه الأيام فيهم الخير والبركة، ان شاء الله، ولا يحتاجون تلميعا من احد.
نعود إلى تفاصيل حلمي الجميل، صفاء الهاشم ومها الغنيم وشيخة البحر، أسماء لنساء كويتيات رفعن اسم الكويت واوصلنه للعالمية في المحافل الاقتصادية والتجارية على أكمل وجه، صفاء تدير شركة من انجح الشركات الاستشارية وتملك مخا لو «يحفى» تنابلة السلطان اللي ربي بلانا فيهم لا يوصلون ربعه.
ومها الغنيم سيدة حديدية استطاعت الإبحار بكل نجاح بسفينة أكبر مؤسسة اقتصادية رأسمالها بالملايين، والنهوض بها بعد كارثة انهيار الاقتصاد العالمي.
وشيخة البحر الرئيس التنفيذي لأكبر وأقوى بنك تنتهج مبدأ الصمت في عملها، فهي لا تحب الظهور الإعلامي ككثير من «طوال الشوارب» اللي ما يصدق على الله يشوف ظل كاميرا أو صحافي الا وتلقاه مترزز جدامه.
حلمت أن هذا المثلث النسائي الاقتصادي الجميل، كلف بإدارة وتنفيذ خطة التنمية الكويتية التي سمعنا عنها، وللحين ما شفنا شي منها مع ان ملياراتها توزعت وصرفت.
في الحلم اجتمعت صفاء ومها وشيخة وقمن بوضع آلية لتنفيذ هذه الخطة من دون تدخل حكومي، سوى بتصريف الأمور الحكومية المهمة التي تساعد على تنفيذ خطة التنمية، من دون تدخل برلماني لأن المجلس أغلق حتى نهاية الخطة وحتى يتم علاج أعضائه من العقد المتفشية فيهم.
شقول وشخلي؟
ادري انكم قاعدين تتحلطمون وتقولون شالخيال الواسع وشالحلم اللي عمره ماراح يتحقق بس ميخالف على قولة المبدع عبدالحسين عبدالرضا في مسرحية «على هامان يا فرعون» (يبا حلم والله).
هذا حلم واتوقع انه حلم كل كويتي يحب هذه الأرض، المهم فبعد أن تم تكليف مثلث «صمش» بتنفيذ خطة التنمية الكويتية بدأت القرارات الصائبة بالظهور للعيان وكانت كالتالي:
– بدأت الخطة بتحويل القطاعات الحكومية إلى شركات ومؤسسات تدار على أعلى مستوى من ذوي الكفاءة الكويتيين وغيرهم، فتغيرت النسبة التي كانت تشير في السابق إلى ان %93 من الكويتيين يعملون بالقطاع الحكومي، الأمر الذي يؤدي إلى ان باب الرواتب الذي ينهش الميزانية العامة للدولة اكثر من %85 تقريبا سيقل تدريجيا حتى نجد ان هناك فائضا ووفرة بالميزانية، وأن مبدأ المساواة طبق بحذافيره لأن القطاع الخاص كما نعلم ما عندهم «كيري ميري» فالمرضيات راح تقل، واللي مكبرين المخدة كل يوم لأنهم يدرون انه محد راح يقدر يقولهم أدنوا على وراكم لأنهم في مؤسسة حكومية راح يلتزمون وراح يصير المواطن الكويتي فردا منتجا نشطا يصحو مبكرا في الصباح.
– تم إعطاء الضوء الأخضر بتنويع مصادر الدخل الكويتي وعدم الاعتماد الكلي على النفط، وتم العمل على تقليل نسبة الإنتاج المحلي من النفط إلى ما دون الــ %40 وذلك كون أن نسبة الإنتاج تقدر بــ %94 وهي نسبة عالية جدا، كما تم التقليل من المواد والخامات التي تستورد من الخارج واستبدالها بمواد محلية الصنع.
– تم فرض نظام ضريبي للاستفادة من الخدمات المقدمة، ولكن لن يكون هذا النظام إلا بعد تحسين كل الخدمات العامة المقدمة من الدولة، وسيقوم المثلث النسائي الجميل بقلبها رأسا على عقب، فسيكون هناك المترو السريع النظيف، والحكومة الإلكترونية ذات الأجهزة الصالحة للاستعمال التي تدار على مدار الساعة لخدمة المواطن والمقيم، والجسور الفسيحة التي ستساعد بحل مشكلة المرور وهي المشكلة الأزلية في الكويت.
– الاستعانة بأساتذة متخصصين من كبرى الجامعات الأميركية والإنكليزية العريقة لنسف المناهج التربوية ووضع خطة محكمة للتعليم بالكويت، وبناء جامعات حديثة ذات تقنيات علمية متطورة تحاكي العصر الذي نعيشه.
– وضع حجر الأساس لمنطقة طبية تضم كبرى المستشفيات العالمية المتعطشة لفتح فروع لها داخل حبيبتي الكويت، والقضاء على البيروقراطية المتفشية في أروقة وزارة الصحة، والغاء بند المواعيد الطويلة التي تمتد لسنوات، كون ان وزارة الصحة تم تخصيصيها من جهة وتشديد الرقابة على الموظفين العاملين من جهة أخرى.
– حفر مشروع مدينة ديزني لاند بالكويت، وستكون تحفة من تحف الزمان للإبداع الذي سيصاحب افتتاحها، وسيكتظ مطار الكويت الجديد بالطائرات والضيوف من كل حدب وصوب للكويت للاستمتاع والترفيه بديزني لاند الكويتية.
– أنشئت هيئة مكافحة الفساد الإداري التي تعتمد على قوانين صارمة وصلاحيات تصل للسجن لكل من تسول له نفسه التعدي على القانون، لذا كانت هذه الهيئة «كشوكة الشعم بالبلعوم» لمحبي الواسطة والروتين الإداري الحالي المطبقين لمقولة «خشمك اذنك».
– جرت غربلة الإذاعة والتلفزيون الحكومي لدرجة ان الـ «بي بي سي» البريطانية و«سي ان ان» الأميركية بدأتا بحجز مواعيد للاطلاع على التقنيات والسبق الإعلامي للتلفزيون الحكومي الكويتي.
مرة أخرى ستقولون ما عندك سالفة واحلامك خيالية جدا من المستحيل تحقيقها، لكن لدي امل وثقة بأننا نحتاج في الكويت إلى قرار سياسي صائب يضع مصلحة الكويت فوق كل اعتبار، ونمتلك كفاءات متميزة سيتم استغلالها الاستغلال الأمثل، ولدي ثقة بالأسماء اللي حلمت انها ستحقق خطة التنمية صدقوني. إنه مجرد حلم، والله حلم وان شاء الله يتحقق.
آخر الكلام
اشكر كل من تشرفت بمحادثتهم أو لقائهم أو قراءة رسائلهم التي تطلب مشاركتي بحملاتهم الانتخابية. وأتمنى التوفيق لكم وهذا شرف كبير بالنسبة لي، ولكن تظل مسألة العمل لمرشح المستقبل هي قناعة تنم عن اقتناعي بهذا الشخص أنه كفؤ لتمثيلي داخل قبة عبدالله السالم، فكل التوفيق لكم سواء كنت معكم او لا.