الحمد لله إني كويتي!

منقول من الكاتب مشاري العدواني

كتب مشاري العدواني
روى لي أحد الأصدقاء، عن مداخلة لأحد المسؤولين الرياضيين الخليجيين، في برنامج رياضي بحت، وكان يغيظني، بأنني لم أشاهد تلك المداخلة ! فقلت له، وكانت الساعة التاسعة مساء، بأن المقابلة ستكون متوفرة على الانترنت خلال ساعات، أو أيام، من خلال موقع

اليوتيوب أعزه الله!
بعد مكالمة صاحبي بـ 3 ساعات، عدت للمنزل، وفتحت الانترنت، ودخلت للعم الشريف النزيه يوتيوب، الذي كاد يحجبه عنا نائب جاهل ! فبشرني العم، بأن المقابلة موجودة، ولقد شاهدتها… مداخلة غير طبيعية ! من الآخر المسؤول الرياضي الخليجي لم يعتق أي احد بالقناة، إلا وأهانه، على الهواء مباشرة! من المصورين، للضيوف، للفنيين، للمذيعين ! حفلة توبيخ وشتم ! كل ذلك لأنهم انتقدوا طريقة لعب منتخبهم!
لقد شاهدت المقابلة مرارا وتكرارا… وكل مرة كانت تنزل عليّ كالصاعقة كلمات هذا المسؤول بحق أبناء بلده ! وهم رياضيون متخصصون، ولكن الحبيب جعلهم بياعين اجار وطرشي… ولا يفقهون بكرة القدم!
هؤلاء المساكين جالسون يتحدثون بالرياضة… ووبخوا اشد توبيخ ! فما بالكم مثلا لو كانوا يتحدثون ببناء مصفاة رابعة جديدة عندهم وانتقدوا طريقة إرساء المناقصة ؟!
أو انتقدوا المسؤولين بخصوص قرار المشاركة الفاشلة مع شركة الداوكيميكال ؟! أو تحدثوا عن قصة ضابط امن الدولة ؟! أو كبرت المسالة وانتقدوا وزير الداخلية ؟!
أو حتى فكروا ولو مجرد تفكير… أن ينتقدوا أداء رئيس الوزراء؟!
أجوبة تلك الأسئلة لا يمكن تخيُّلها … فالموضوع كان رياضيا، ونكل بالمنتقدين!
لا وأزيدكم من الشعر قصيدة.. الحادثة ليست فردية ولا استثنائية وخلوا الطابق مستور!
تريدون الصراحة ولا أختها… من حبنا للكويت، وتطلعنا للأفضل، نحن ننقد، ونتحاور، ونتجادل… وهذه هي الديمقراطية، مهما كانت الظروف، ومهما كانت الآمال، ولكن يجب أن نحمد ربنا، على النعمة التي نحن فيها، فنحن في بلد مسطرته الدستور، وكرامة الناس فيه محفوظة، ولا يستطيع المساس بها أي مسؤول رفيع المستوى… فما بالكم بمسؤول رياضي!
أشكر الله مليون مرة بأنه خلقني كويتيا، وأعطانا أسرة كريمة مثل أسرة الصباح، والله لا يغير علينا… ويبعد عنا ناصحي السوء!