حسن الظن بابن عيسى واجب علينا

جريدة الأنباء : 22/3/2009

كتب :ضاري المطيري
ذكر لي أحد الدارسين في الأردن أنه دخل «سوبر ماركت» كبيرا هناك، فأخبروه بأنه تم بيعه لشركة كويتية، وكان أشد الناس فرحا بهذا الخبر العاملون في السوبر ماركت، أكثر بكثير من مرتاديه من الطلبة الكويتيين أنفسهم.

فقد منعت الإدارة الكويتية الجديدة بيع الخمور، وأكد لي أن هذا الأمر يذكره الكثيرون ممن زامنوا تلك الحقبة، أما السوبر ماركت فهو «سيفواي» وأما الشركة الكويتية فهي مركز سلطان.

حادثة الإفك وما أشيع حينها وحادثة الرهط من المسلمين الذين ابتدأوا قتال المشركين في الأشهر الحرم وما تبعه من استهجان قريش لهذا القتال وغيرها كلها حوادث تصب في خانة الصد عن دين الله عن طريق ضرب المسلمين وضرب رموزهم، فحين قتل عبدالله بن جحش الصحابي الجليل ابن الحضرمي المشرك، قال المشركون «يزعم محمد أنه يتبع طاعة الله وهو أول من استحل الشهر الحرام» فنزلت الآيات (يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل)، هم لا يريدون تأكيد حرمة القتال في الأشهر الحرم بقدر ما يريدون النيل من الإسلام والتشكيك فيه، ومن أشاع قصة بيع الخمور ولحم الخنازير ان كان يريد بذلك منعها فنحن معه ونشد على يديه، فالخطأ خطأ مهما كان فاعله، وخطأ المسلم لا يعني التشكيك في صحة ما يدعو إليه، وضرب خالد السلطان في ذمته ودينه لن يجعل من الربا حلالا ولن يعطي الشرعية لسرقة المال العام.

صاحب قرار ومقترح منع الخمور في السفارات الأجنبية في الكويت وفي الخطوط الكويتية هو النائب السابق العم أبو الوليد خالد سلطان بن عيسى، فجزاه الله عنا وعن أهل الكويت خيرا، وحسن الظن بك وبغيرك من الوطنيين هو سيد الموقف، ولئن أخطأت في حسن ظن بأحد المسلمين خير وأرحم وأسلم وأبرأ لذمتي عند الله من أن أخطئ في سوء ظن.

في الختام أذكر نفسي ولمن يقرأ مقالي هذا بقول الله جل في علاه (ان الله يدافع عن الذين آمنوا).