رسالة إلى النائب السابق خالد سلطان بن عيسى

جريدة الوطن : 25/3/2009

كتب : أحمد بن عبدالله المخيال
اكتب لك هذه الرسالة واسأل الله أن تكون في أحسن صحة وأطيب حال أخي العزيز وأتمنى منك سماع وجهة نظري ومن اخواني القراء كذلك فوالله لا أقول هذا الكلام إلا دفاعاً عن الحق وأهله، ولأجل بلد مشرف يطمح للارتقاء والتطور وحفظا للمال العام الذي من ّ الله به علينا.

أخي العزيز.. جميع أهل الكويت يعلمون علم اليقين بالدور الذي قمت به في حماية ديننا الحنيف والذود عن سنة رسولنا الكريم،صلي الله عليه وسلم، وذلك أثناء مشاركتك في مجلس 1981 من منع الخمور في السفارات الأجنبية في بلدنا الحبيب الكويت.

أخي الفاضل.. كلنا يجزم بأن الدور الأكبر- بعد الله- كان لك في انشاء جمعية إحياء التراث الإسلامي التي رفعت اسم الكويت في المحافل الاسلامية وكانت عونا للمسلمين في شتى البقاع.

أخي الفاضل.. الكل شاهد كيف قبلك أهل دائرك وحققت نجاحاً باهراً في الانتخابات البرلمانية الماضية لتحتل المركز الثالث رغم عدم رغبتك في خوض الانتخابات والجميع شاهد ذلك.

الأخ الفاضل خالد بن عيسى… وبالاشارة للموضوع أعلاه كلنا سمعنا ما يثار هذه الأيام وتواجهه من حملة شرسة من قبل قلة شاذة لا ترقب في مؤمن إلا ولا ذمة هدفها الاطاحة بك عن مقعدك كنائب ممثل للناس في مجلس الأمة!!

وقبل البدء في معرفة سبب هذه الحملة ومن وراءها لابد من معرفة ملابسات الموضوع والتهمة الموجهة؟!!

التهمة وهي كالتالي: يقال بأن مركز سلطان، مركز التسوق المعروف، والذي تمتلك فيه فقط %10 قد اشترى متجرا زميلاً له في بيروت قبل نحو عام وهذا المتجر تباع فيه الخمور ولحوم الخنزير ولم يتوقف ذلك البيع حتى الآن!! وصوروا هذا الأمر بأنه كارثة وفضيحة ستظهر للناس!! وللأسف وجد هذا الأمر أرضاً خصبة لدى الكثير من الناس في الكويت من ضعفاء الدين الذين يصدق فيهم قوله تعالى (إذا جاءهم أمر من الأمن أوالخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولى الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا) «النساء:83» فلم يتثبتوا في أمر قذف به جبلاً من جبال الدعوة الإسلامية، وزاد ذلك نفخ بعض المرجفين من ادعياء الفتنة من حساد منافسين أو مخالفين لك في عقيدتك الصافية.

من هو المتسبب والجاني: أود التنبية لأمر هام وهو أننا نعلم علم يقين من هو المتسبب في هذا التأجيج والذي هو من كبار سراق المال العام ممن قال فيهم المصطفى-صلى الله عليه وسلم- «لو كان لهم واديا من ذهب لتمنوا وادياً آخر ولن يملأ عين ابن آدم إلا التراب». والكل يعلم كيف تدار شركات هذا المفتري وهل هي مطابقة لمبادئ تعاليم الدين الاسلامي فضلا عن أسسه!!

أخي العزيز.. كما قيل في المثل المصري (امشي دوغري يحتار عدوك فيك) وهذا واقع حالك مع سارق المال العام فلم يجد ما يتكلم فيه الا في قضية من أبسط ما تكون… قال تعالى (أما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة) ومعنى هذه الآية منطبق على حال هؤلاء فتركوا المحكم من عملك ودعوتك وذهبوا إلى ما تشابه على الناس من أمر في ظاهرة مشكل لكننا لو عرفناه لتيقنا خلاف ذلك وهذا على فرض جهل الانسان للمحكم من اصلاحاتك الدعوية.

فماذا هم فاعلون؟ أتوا الى شركة تمتلك انت فيها فقط %10 وهي قد اشترت متجراً في بلد يغلب عليها قلة الدين وتقدمت انت بالنصح لهم فلم تجد يغييراً حتى هذه الساعة ولا ندري ما عذرهم في ذلك التأخير وليس الرفض ونحن نلتمس العذرللمسلم فما البال وهم انفسهم قد قاموا بتغيير في احد الشركات وإليك هذه الحكاية: كنت أنا وأخ لي مقيمين في بلاد الأردن وكنا نأخذ حاجياتنا من متجر سيفوي وكان يباع فيه الخمور ولحم الخنزير!!! وفي أحد الأيام ذهبنا ووجدنا الشركة قد اخرجت لحم الخنزير والخمور فقلنا ما الذي حدث فقالوا بيع هذا المتجر لشركة كويتية وأمرت بذلك ففرحنا أنا وزميلي وقلنا والله الكويت عز فقالوا لنا والله كفوا عليكم، فلما سألنا وجدناها شركة مركز سلطان فجزاهم الله خير الجزاء، فالذين هذا فعلهم لا أظن أنهم لا يفعلون مثل ذلك بل أنا آمل منهم التغيير.

فلا تستعجيل عليهم أخي… وهذه هي دعوة المصطفى فلم يهتم بما يثار من أصحاب الفتن في زمنه رغم أنه أوذي وحورب فصبر ولم يثنه ذلك عن الثبات على مبادئه ودعوته للحق.

وفي الختام: لا تظن يا أخي إن هؤلاء المرجفين ستبقى لهم راية وأن سهام الصالحين من أبناء بلدنا لن تصلهم، ووالله إني على يقين وكأنني أنظر إلى عاقبتهم فنهاية الظالم والمفتري محسومة وواقعة لا محالة، وإلى لقاء لننظر كيف يكون حال هؤلاء المرتزقة.